الهجوم التتاري علي الدوله الخوارزميه(جنكيز خان)
#الإجتياح_التتري
**هجوم التتار على الدولة الخوارزمية
فكر جنكيز خان بالذهاب إلى أفغانستان وأوزباكستان قبل الذهاب إلى العراق؛ لأن المسافة كبيرة بين الصين والعراق، ولا بد من وجود قواعد إمداد ثابتة للجيوش التترية في منطقة متوسطة بين العراق والصين، وهذه المنطقة تعرف اليوم بالقوقاز، وكانت غنية جدا بثرواتها الزراعية والاقتصادية في ذلك الوقت، والآن ظهر فيها أيضا البترول، حتى أصبحت من أغنى مناطق العالم بالبترول، بل يقال: إن المخزون الذي فيها أعلى من المخزون الذي في الخليج ، هذا بالإضافة إلى أن جنكيز خان لا يستطيع تكتيكيا أو إستراتيجيا أن يحارب العراق وفي ظهره شعوب مسلمة قد تحاربه، أو تقطع عليه خطوط الإمداد، فمن أجل كل هذا فكر جنكيز خان أولا خوض حروب متتالية مع المنطقة الشرقية من الدولة الإسلامية، والتي تعرف بالدولة الخوارزمية
وحتى تكون الحرب مقنعة لكلا الطرفين، فلا بد من وجود سبب يدعو إلى الحرب، فقد كان في حالة اتفاق مع الدول الخوارزمية ، ويريد أن يدعي أن الاتفاقيات بين الدولتين لم تعد سارية، فبحث جنكيز خان عن سبب مناسب فلم يجد، ثم حدث أمر مفاجئ يصلح أن يكون سببا مقنعا للحرب
وكان هذا الأمر أن مجموعة من تجار المغول ذهبوا إلى مدينة أوترار الإسلامية في شرق مملكة خوارزم شاه، وفي حدود الدولة التترية، فأمسكهم حاكم المدينة المسلم وقتلهم، وقد اختلف المؤرخون في سبب قتلهم.
فمنهم من يقول: إنهم كانوا جواسيس أرسلهم جنكيز خان للتجسس على الدولة الإسلامية واستفزازها.
ومنهم من يقول: إن هذا كان عمدا من حاكم مدينة أوترار؛ ردا على عمليات السلب والنهب التي قام بها التتار في بلاد ما وراء النهر، وهي بلاد خوارزمية مسلمة.
ومنهم من يقول: إن هذا كان فعلا متعمدا من حاكم أوترار المسلمة؛ لاستثارة التتار للحرب؛ ليدخل خوارزم شاه منطقة تركستان التي كانت في أملاك التتار في ذلك الوقت.
وهذا الرأي مستبعد؛ لأن محمد بن خوارزم شاه لم تكن له أطماع تذكر في أرض التتار
ومن المؤرخين من يقول: إنما أرسل جنكيز خان بعضا من رجاله إلى أرض المسلمين؛ ليقتلوا تجار التتار هناك؛ حتى يكون ذلك سببا لغزو بلاد المسلمين.
ومنهم من قال: إن حاكم أوترار طمع في أموال التجار فقتلهم لأجلها.
وكل هذه الاحتمالات واردة، و النتيجة واحدة وهي قتل التجار أو الجواسيس.
وقد وجد جنكيز خان في قتل التجار علة مناسبة لدخول الأراضي الإسلامية التي كان يبحث عنها.
فبدأ الإعصار التتاري الرهيب على بلاد العالم الإسلامي، وجاء جنكيز خان بجيشه الكبير في الهجمة التتارية الأولى لغزو مملكة خوارزم شاه، وخرج له محمد بن خوارزم شاه بجيشه أيضا، وكان هذا في سنة (٦١٦هـ)، أي: بعد ثلاث عشرة سنة فقط من قيام دولة التتار
وقد كان محمد بن خوارزم شاه منفصلا ومعاديا للخلافة العباسية في العراق، ولغيرها من الممالك الإسلامية، فلم يكن على وفاق مع الأتراك، ولا مع السلاجقة، ولا مع الغوريين في الهند، فقد كانت مملكته منعزلة عن بقية العالم الإسلامي، ووحيدة في مواجهة الغزو التتري المهول، وهذه المملكة وإن كانت قوية وكبيرة، وثابتة في أول اللقاءات، إلا أنها لن تصمد بمفردها أمام الضربات التتارية المتوالية بلا شك.
و هذا ما سنتطرق له تفصيلا في مقالات لاحقة بإذن الله ، و يكفينا تشجيعكم و ترك بصمتكم ❤
المصدر:
الكامل في التاريخ لابن الأثير
التتار من البداية إلى عين جالوت
كيف دخل التتر بلاد المسلمين
تعليقات
إرسال تعليق