غزو الأفروسنترك العقلي والفكري
لو دخلت علي واحدة من الصفحات الإنجليزية في الآثار أو التاريخ أو حتى السياحة وكتبت تعليقا يحمل اسمك وهويتك المصرية، هتلاقي من حيث لا تحتسب اللي بيسلبك هويتك في ثانية ويقول لك لا إنت مش مصري إنت مجرد محتل عربي لمصر! أو إن المصريون الأصليين في مصر انتهوا!
تستمر قدام التعليقات الغريبة دي وتحاول إنك تفهم وتقسم بكل المقدسات إنك مصري ومتلاقيش غير الهجوم الشرس من أعداد مهولة من الأمريكان والأوروبيين و الأفارقة وتعليقات تثبتلك بعلم الوراثة والجينات والتاريخ المزور إنك مش مصري!
والكارثة إن فيه مصريين بالفعل اللي بيصدقوهم و بيمشوا ورا الهراء ده من غير أي منطق ولا تفكير أو تشكيك بل بيساعدوهم بإنهم يأكدوا علي كوننا عرب بالفعل.
🔺 ببساطة هما دول الأفروسنتريك، المركزية الأفريقية - Afrocentric هي أيديولجية و منظمة عالمية تتمركز في الولايات المتحدة الأمريكية عند الأفرو-أمريكان، وبقى ليها إنتشار واسع بين الجاليات الافريقية جنوب الصحراء في أوروبا وحتى بين الافارقة جنوب الصحراء و عند الأقليات في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط.
من أشهر منظريها Molefi Asante و السنغالي Anta Diop و بدأت بالظهور في عشرينات وثلاثينيات القرن الماضي وزاد انتشارها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وهي حركة عالمية عنصرية تتمحور حول التعصب العرقي لأصحاب البشرة السوداء.
🔺 من أهم أهدافها القضاء على الجنس الابيض بافريقيا في أفريقيا الشمالية و الجنوبية خصوصا (الأمازيغ و الناطقين بالعربية و الأفريكناس أي الأوروبيون في جنوب أفريقيا) و الترويج لمقولة كون الحضارة المصرية القديمة و الحضارة المغربية و القرطاجية حضارات سوداء، بالإدعاء أن السكان الاصليين لشمال أفريقيا هم من اللون الأسود فقط على حد تعبيرهم.
هم حاليًا شغالين ليل نهار على نشر مقالات و منشورات تعتمد على تحريف المصادر العلمية و تزوير نتائجها و دراساتها لخدمة أهدافهم، وفيه مواقع بالآلاف علي الانترنت تابعة للأيديولوجية ديه بحيث تقوم بنشر صور و مغالطات منها تلوين صور ملوك أو آثار مصر باللون الأسود و تصوير الأندلسيين و المغاربة على أنهم سود البشرة أو أي شيء متعلق بالحضارة المصرية باللون الأسود..ومن أشهر المواقع اللي بيستخدموها في ده Reddit و Pinterest.
🔺 كمان علماء الأفروسنترك قاموا بالتلاعب في الهالوجروب وهي المسؤلة عن معرفة الأعراق الخاصة بالبشر في الDNA
تم استغلالها في إثبات اجندتهم بالتزوير الإحصائي لدراسة عرق معين في منطقة ما، فمثلا يقوموا بعمل بحث في منطقة معينة لها خصوصيتها العرقية وتم تعميمها علي مصر كلها.
بل وحتى دراسات نتائج تحاليل الحمض النووي مسلمتش من قرائتهم الخاطئة خصوصا ما يرتبط بالهابلوجروب الشمال أفريقي I E-Y DNA، وعشان كده لازم الحذر الشديد في التعامل مع المواقع في الإنترنت عشان مفيش حد يقع في فخ المعلومات المزورة و الكاذبة.
مالكوم اكس وهو امريكي أسود في فترة الستينات بيقول في لقاء له مسجل لأصحاب البشرة السوداء: "عندما تنظر الي تمثال مصري قديم فعليك الربط بين الرجل الاسود والمصري القديم فتاكد أنك تنظر الي نفسك وإن الرجل الأبيض يريد ان يسرق هذا التاريخ له".
🔺 رؤية الأفروسنترك في الحضارة المصرية:
المركزية الأفريقية شايفة إن الملوك المصريين و الشعب المصري اصولهم من أفريقيا و تحديدًا "كوش" وإن المصري الحالي ملوش أي علاقة بالمصري القديم وإن المصري القديم إما إنتهى أو هاجر للجنوب تدريجيًا بعد دخول العرب لمصر ومن قبلهم الرومان.
وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري، يونان - عرب - رونان و غيرهم.
حتي إنهم زعموا إن إحدى ملكات مصر تي زوجة امنحتب الثالث في الأسرة ال١٨ أنها مصرية قديمة ذات ملامح أفريقية ولون اس..د! و طبعًا حصلت محاولات أجرأ بالمثل مع إختاتون و نفرتيتي و توت عنخ آمون وحتى تمثال الملك سنوسرت وغيرهم الكتير..
وكما يزعم أصحاب فكر الأفروسنترك إن علماء المصريات الحاليين بيلوّنوا المقابر باللون الابيض لتزوير التاريخ
وإن كسر انوف التماثيل ده هدفه إخفاء ملامح الأنف الأفريقي و ده كله هراء محض.
ووصل الحال ببعضهم إنهم يعبدوا الإمبراطور الإثيوبي لأنه صاحب بشرة سوداء وإثيوبيا لم تستعمر وهم اصحاب الدم النقي!
إنتشار الفكر ده في أمريكا وأوروبا وأفريقيا والسودان خاصةً
حتي إن بعض السودانيين للأسف بيروجوا بإن الأهرامات السودانية أقدم من الاهرامات المصرية ب٢٠٠٠ سنة وإن فرعون موسي كان من السودان، طبعًا التشكيك في أصول المصريين و الإدعاء بإنهم كسودانيين هما أصحاب الحضارة المصرية.
والافروسنترك في الصومال بيدعوا إن المصري القديم جه أصلًا من الصومال متعللا إن رحلات حتشبسوت لبلاد بونت
حيث قالت إنها ارض الآلهة فيما إن المصرين يرون انهم أولاد الآلهة إذن هم بالتبعية اصل المصرين.
🔺 التأثير الإعلامي ليهم حتى في الأفلام و الأغاني زي Dark Horse لكاتي بيري و Remember the time لمايكل جاكسون و أفلام كتير زي إعتذار مخرج فيلم Gods of Egypt عن عدم وجود طاقم ملوّن بالفيلم..وحتى الإحتفالات اللي بتتم و رفع قضايا علينا عشان يمنعونا من التنقيب عن الآثار باعتبار إن الاثار دي بتاعتهم.
الأمر حتى واصل لجنون أبعد فبدأوا يقولوا طب ايه المانع من تمثيل ممثلين س.وd لشخصيات تاريخية زي الملكة إليزابيث أو حتى إنهم يبقوا أبطال خارقين زي سوبر مان؟ أو بما إن الإنسان قديمًا خرج من أفريقيا يبقى لا بد إن باقي الحضارات قديمًا كانت أفريقية فانتشر التزوير عالميًا..أمر تعدى كل الحدود و جرس خطر للكل.
🔺 مصر قدام مؤامرات كبيرة و حرب ثقافية بكل معاني الكلمة لسلب تاريخها وحضارتها ولتجفيف نيلها واللعبة قديمة ومستمرة و الدولة متمثلة في أجهزتها و علي رأسهم وزارة الثقافة المصرية لازم يكون الملف ده ضمن أولوياتها أمن قومي و طبعًا مشروع الجينوم المرجعي المصري هيكون بمثابة مانع رسمي لأي محاولات تزوير ممكن تتم و من المتوقع إنه بخلص ٢٠٢٥ بإذن الله.
يوم ٢٥ فبراير الجاي في أسوان الناس دي جاية عندك تناقش الكلام ده كله علي أرضك!
🔴 احتلال العرب لمصر و شمال افريقيا و ان الدول و الشعوب دي سو.داء البشرة
🔴 التأكيد علي عدم وجود علاقة بين الشعوب الحالية و بلدانها و حضارتها و ثقافتها و تراثها.
🔴 النوبيين و تعرضهم للتهجير القسري و انتزاع ممتلاكاتهم بالقوة أثناء بناء السد العالي
إختيار المكان اللي هو أسوان مش من فراغ نهائي الناس دي بتستهدف تأجيج المشاعر بهدف سلخ تاريخك و حضارتك و عمل فتنة بين المصريين و بعضهم بحجة إن دي بلدهم الأصلية و إنهم هما المصريين.
يا ريت الناس تاخد بالها من الحاجات دي الموضوع مبقاش مجرد ظاهرة ساذجة علي الانترنت و لكن دي مجموعات بتتحرك حاليا علي الارض بهدف إقناع الناس بعدم أحقيتك في بلدك وافتكروا إن الإحتلال في فلسطين بدأ بمؤتمر للصهاي.نة في بازل!
دورك انت كمصري تكون علي قدر كافي من الوعي إنك تبقى فاهم إن الكلام ده ملوش أدنى درجات الصحة وتنشر الوعي للي حواليك و تشاركنا في هاشتاج #وقف_مؤتمر_اسوان
تعليقات
إرسال تعليق